الافتتاحية

“وتجلى بمرأى منهم” (94)

" وتجلى بمرأى منهم "

(متى 1:17-2) 

رئيس التحرير 

   نحتفل بعيد تجلّي يسوع المسيح على جبل عال (جبل خابور) أمام رسله الثلاثة : بطرس ويعقوب وأخيه يوحنا في السادس مـن شهـر آب، لما يسـرده الإنجيليـون الثلاثة : متـى 1:17-9 ؛ ومـرقس 2:8-10 ؛ ولوقا 28:9-36.

لكي نفهم أبعاد هذه الحادثة السامية، من الضروري أن نذكر الأطار الذي وضعه الإنجيليون أي : نبوءة يسوع المسيح عن موته وقيامته المجيدة مسبقًا، حدث التجلي، وما جرى بعد التجلي.

الأطار الذي وضعه الإنجيليون فيه قبل التجلي : التنبؤ عن آلامه وموته

وكان يسـوع ورسله مجتمعيـن في الجليـل، فقال لهم يسوع : " إن إبن الإنسان سيسلـم إلى أيـدي النـاس فيقتلونـه، وفي اليـوم الثالث يقــوم، فحزنوا حزنًا شديدًا " (متى 22:17-23).

وبدأ (يسوع يعلمهم (أي يعلم التلاميذ) : أنّ إبن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلامًا شديدة وأن يرذله الشيوخ وعُظماء الكهنة والكتبة، وأن يُقتل، وأن يقوم بعد ثلاثة أَيام. (مرقس 31:8).

" سيعاني آبنُ الإنسان منهم آلالام… " (متى 12:17).

التجلي

" وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أَيام مضى ببطرس ويعقوب ويوحنا فانفرد بهم وحدهم على جبل عالٍ وتجلّى بمرأى منهم فتلألأت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز أَي قصّار في الأرض أن يـأتي بمثل بياضها، وتـــراءَى لهم إيليا مع موسى وكانا يكلمـان يسـوع " (مرقس 2:9-4). " وإذا رجلان يكلّمانــه وهـمـا مـوسى وإيليـا، قــــد تـراءيـــا في المجـــد، وأخــذا يتكلمـان على رحيله الـذي سيتــــم في أورشليـم… " (لوقا 30:9-31).

مجرى الأحداث بعد التجلي

(التنبؤ عن قيامة يسوع)

" وبينما هم نازلون من الجبل، أوصاهم (يسوع) ألاّ يخبروا أَحدًا بما رأوا، إلا متى قام إبنُ الإنسان من بين الأموات، فحفظوا هذا الأمر، وأخذوا يتساءلون ما معنى " القيامة من بين الأموات " (مرقس 9:9-10).

" وكان بطرس واللذان معه قد أَثقلهم النعاس، ولكنهم استيقظوا، فعاينوا مجده والرجلين القائمين معه. حتى إذا هَمَّا بالإنصراف عنه، قال بطرس ليسوع : " يا معلم، حسن أن نكون ههنا، فلو نصبنا ثلاث خيم، واحدة لك، وواحدة لموسى وواحدة لإيليا " ولم يكن يدري ما يقول " (لوقا 32:9-33).

التجلي مشهد سريع لمجد القيامة الأزلي

إنه لأمر حسن البقاء على الجبل… إنه أمر رائع أن يبقى الإنسان هناك كما أراد بطرس، ولكن مع الأسف يجب النزول… إلى أرض الواقع لنشاهد يسوع في واقع الحياة الأرضية… حيث يتعب ويشتغل ويعارض، وسوف يلقى القبض عليه ويموت… ولكن من خلال هذا الواقع سوف يبلغ إلى المجد السماوي : مجد القيامة… (التجلي هو مشهد سريع لمجد القيامة الأزلي).

نحن كذلك يجب أن نتأمل مجد يسوع المتجلي على الجبل، لنتذكر بأن هذا هو المجد الذي سيتجلى فينا ولكن علينا أن نسير في طريق يسوع نفسها : أن نخضع للواقع… أن نعمل، أن نتعب… أن نحتمل الألم… ثم ندخل المجد السماوي.

ولكن لا ننسى أمرًا هامًا، وهو أن يسوع هو دائمًا معنا، يلمسنا بيده التي تشفي المرضى جميعًا، وتطرد الخوف، وتعطي الشجاعة لكي نواصل مسيرة الحياة مع يسوع.

ويا ما أحلى أن نقضي هذه الحياة برفقة يسوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى