هوية يسوع الناصري (96)
هوية يسوع الناصري
رئيس التحرير
لكل واحد منا هوية الأحوال المدنية الخاصة به، ثُبتَ عليها إسمه، إسم أبيه، إسم والدته، مكان ولادته وتاريخها، مهنتهُ وعنوانهُ.
عائلة يسوع البشرية
قال الأشخاص الذين تبعوا يسوع، بعد إجتراحه معجزة تكثير الخبزات الخمس والسمكتين وإطعامهم، وكان عددهم يربو على خمسة آلاف شخص : " أليس هذا هو يسوع إبن يوسف ؟ نحن نعرف أَباه وأُمه " (يوحنا 42:6).
تطلعنا نصـوص أُخـرى من الإنجيـل المقـدس على إسم والدتـه، إنها تُدعى " مريم " (متى 53:13-56) ؛ إذن بالنسبة لمواطنيه : يسوع هو إبن مريم ويوسف.
كانت عائلة يسوع تشمل الأقارب أيضًا كالقديسة أليصابات وزوجها زكريا، اللذين تكنّ لهما العذراء مريم محبة خاصة (لوقا 36:1-37 ؛ 39-45).
يُدعى إبن أليصابات وزكريا يوحنا (أي الله تحنن) (لوقا 1:60-63) ؛ إنه من أقارب يسوع، وله عمر يسوع نفسه تقريبًا، ولربما لعبا سويةً وهما صغار.
يتحدث الإنجيليون عن " أخوة يسوع "، تعني هذه العبارة، لدى الشرقيين، أقارب يسوع. تشير أَحيانًا إلى والد أو والدة المعني، أو غيرهم من الأقرباء، بهذا المعنى الواسع، يذكـر لنـا الإنجيل المقدس أَقـوال أَهل الناصرة حينما يتكلمون عن أسرة يسوع : " ولما أَتمَّ يسوع هذه الأمثال ذهب من هناك وجاءَ إلى وطنه، وأخذَ يعلّم الناس في مجمعهم، حتى دُهشوا وقالوا : " من أَين له هذه الحكمة وتلك المعجزات ؟ أليس هذا إبن النجار ؟ أليست أُمه تُدعى مريم، وأخوانه يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا ؟ أوَ ليس جميع أَخوته عندنا ؟ فمن أَين له كل هذا ؟ " (متى 53:13-56).
يفيـدنا إنجيـل مـرقس أن يسـوع نفسه كان نجـارًا بقوله : " أليس هذا النجار إبن مريم ؟ " (مرقس 3:6).
بهذا تكمل هوية يسوع المدنية على النحو الآتي :
الإسم : يسوع
العنوان : الناصرة
إبن : يوسف ومريم
المهنة : نجار
الحياة اليومية في الناصرة
يربو عدد سكان الناصرة في يومنا هذا على 20.000 نسمّة. يذهب الكثير منهم إلى حيفا البعيدة عن الناصرة 30 أو 35 كيلو مترًا للعمل.
كانت الناصرة في زمن يسوع مدينة صغيرة، يمكن مشاهدة النساء يحملن جرارهن ذاهبات إلى النبع ليملأنها. لا بُدَّ أن العذراء مريم لم تكن تختلف عن سائر نساء المدينة.
كان الأطفال يلعبون في الأزقة وفي الساحات، وكان الصبي يسوع يلعب هو الآخر.
كانت حياة أفراد العائلة المقدسة تتخللها الصلاة صباحًا ومساءً، يرفعون فيها صلاة اليهود الرسمية الآتية : " إسمع يا إسرائيل، إن الرب إلهنا هو ربٌ واحد، فأحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قوتك، ولتكن هذه الكلمات التي أنا آمركَ بها اليوم في بيتك، وإذا مشيـت في الطريـق، واذا نمتَ وقمتَ، وأعقدها علامة على يـدك، ولتكن عصائب بين عينيك، وأكتبها على دعائم بيتك " (تثنية الاشتراع 4:6-9).
نهار السبت كانت العائلة المقدسة تذهب إلى المجمع للصلاة، وكانت تحج إلى أورشليم 3 مرات في السنة : في عيد الفصح وعيد الفنطيقسطي وعيد الخيم، حيث كان الحجاج يقصدون المدينة المقدسة مشيًا على الأقدام حوالي 80 كيلو مترًا، التي كانت تدوم أَيامًا عدة، لذا كانوا ينامون ليلاً على قارعة الطريق، وكان الحجاج يسيرون مجتمعين بين العوائل أو حسب إنتمائهم إلى قراهم.
كان يسوع إنسانًا بين الناس، يهوديًا بين اليهود، وكانت له عائلة، وله مهنة، كان يطبق التعليمات الدينية. إن سر التجسد هو تجذر بشري لإبن الله.
هوية يسوع الإلهية
يؤكد الكتاب المقدس أن يسوع ليس هو ولد يوسف، بل إبن الروح القدس وإبن مريم، كما يؤكد إنجيل متى قائلاً : "… يعقوب ولد يوسف، زوج مريم، التي ولد منها يسوع " (متى 16:1).
أما أَصل يسوع فكان أن مريم أُمه، لمّا كانت مخطوبة ليوسف، وُجدت قبل أن يتساكنا حاملاً من الروح القدس، وكان يوسف زوجها بارًا، فلم يرد أن يشهر أَمرها فعزم أن يطلقها سرًا.
وما أن نوى ذلك حتى تراءَى له ملاك الرب في الحلم وقال له : " يا يوسف إبن داود، لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك، فإن الذي كُوِّن فيها هو من الروح القدس وستلد إبنًا فسمّه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم ". (متى 20:1-21).
بهذا تكتمل هوية يسوع الناصري على النحو الآتي :
الإسم : يسوع
إبن : الروح القدس ومريم
سبق الملاك جبرائيل وأكدّ لمريم العذراء حينما بشرها بالحبل الإلهي قائلاً : " لا تخافي يا مريم، فقد نلتِ حظوة عند الله. فستحملين وتلدين إبنًا فسمّيه يسوع، سيكون عظيمًا وإبن العلي يُدعى، ويوليه الرب الإله عرش أَبيه داود، ويملك على بيت يعقوب أَبد الدهـر، ولن يكـون لـمُلكه نهاية ". فقالـت مـريم للملاك : " كيف يكون هذا ولا أعرف رجلاً ؟ فأجابها الملاك : " إن الروح القدس سينزل عليكِ، وقدرة العلي تظللكِ، لذلك يكون المولود منكِ قدوسًا، وإبن الله يُدعى " (لوقا 30:1-35).