القراءات الكتابية الطقسية

مَجدُ الرب أشرَق عليكِ (41)

مَجدُ الرب أشرَق عليكِ
الاب باسل سليم يلدو

قومي اسـتنيري فإنـهُ قد وافـى نـورُكِ، ووقـارُ الـربِّ سيُشـرِقُ عليـكِ. لانـهُ هـا هُـوذا الظـلامُ يَغشـى الأرضَ والدَّيجُـورُ الأُمـمَ، ولكـن عليـكِ يُشـرِقُ الربُّ ووقارُهُ عليكِ يتراءَ ى. فتسيرُ الأممُ في نوركِ، والملـوكُ في نور إشـراقِكِ. إرفعـي

يـأتـون وبنـاتـكِ علــى الارائِــكِ يُربين. حينئذٍ تنظُرين وتستنيـريـن وتفـرَحيــن ويَرْحَـبُ قـلبُــكِ، إذ تنقلِبُ إليكِ ثـَروةُ البحرِ وقواتُ الأمــم تـأتيــكِ. جـماعــة الإبـلِ تغـشـاكِ، بُكـرانُ مِديــانَ وأعْفَـةَ كلـهم مِـن شـبأ يأتـُون، حامِـلين ذَهـبـًا ولبانـًا، وبتســـابيحِ الـربِ يُبشـرون. كلُ غنمِ قيـدارَ تجتمعُ إليـكِ، وكبـاشُ نبايـوتَ تخدمكِ، فتُصعدُ للمرضـاةِ علـى مذبـحي، وبيتَ جلالي أمجدُهُ.
(أشعيا 1/60-7)
الإطار التاريخي الذي ورد فيه نص (أشعيا 1/60-7)
* ورد هذا النص ضمـن الفصول (60-62)، التي تكـوّن وحدة متناسـقة في الانشاء والأفكار، انها قريبة من الفصول (40-55)، المسماة ” كتاب التعزية “، الذي ينبئ أورشـليم بانتهاء عبوديتها في سـبي مواطنيها وبداية مرحلة جديـدة من التحرر.
* إن هذه الآيات هي على الأرجح من عمل احد تلامذة أشعيا، الذي يسمى باشعيا الثالث.
* وجّهها إلى جماعـة المسـبيين العائديـن من سـبي بابل (مـا بين سـنة 537-520 قبل الميلاد تقريبًا).
* كانت هذه الجماعة العائدة من السـبي في حاجة إلى من يثبّتها في الايمان، حيث واجهت ازمـات عديدة، ربما زعزعت ايمانهـا، فهذه الازمـات تتجلى في خراب الهيكـل وكان في بدايـة إعمـاره، بحيث سـوف يكمل بنـاؤه (ما بين 520-515 ق.م.)، كما أن اسوار مدينة اورشـليم ما زالت منهدمـة بانتظار من يبنيها، وأيضًا اوضاع المعيشـة كانت شاقة بسبب العوائق الخارجية، أي (مضايقة السامريين) والداخلية من قبل اليهود الذين بقوا أثناء الجلاء في الأرض.
* زعزعت هذه الأسباب كلها الرجاء في نفوس العائدين من الأسر، مما أدى إلى ترديد رسـالة التعزيـة التي يوجهها الرب إلى هذه الجماعـة كي تثبت في ايمانها ورجائها.
التحليل الكتابي – البيبلي
* نرى في هذا النص اورشـليم، المدينة المبنية على الجبـل، منوّرة بالشمس المشرقة عليها.
* هذا النور الذي يشرق على المدينة المقدسة ليس هو شعاع الشمس ولكن مجد الله نفسـه، فبهذا النـور والمجـد سـوف تهتدي كـل الشـعوب الوثنية، وتشترك في الخيرات التي وعد بهـا الرب شـعب اسرائيل منذ البداية.
* يشدد الكاتب في البدايـة على جماعة العائدين إلى الوطـن، ثم شـعوب ما وراء البحـر، وبعدها يذكـر قبائـل الصحراء العربيـة، فالاماكن المذكورة في هذا النص تخصّ قبائـل في الصحراء العربية على بعد مئات الاميال من اورشليم. سيأتي هؤلاء الشعوب مثل ملكة شبأ من مِديان وأعْفَةَ محمّلين بالذهب واللبان لتقديم القرابين والتسبيح للرب.
الإطار الليتورجي
* عـلاقـة هــذه الرســالة بنصــوص الصــلاة الفرضيــة وترتيلــة الأسـرار   
(        ) لقداس أحد العيد
تدور صلاة الفرض لأحد القيامـة حول موضوع الخلاص الذي تحقق بقيامة المسـيح من خلال التجديد الذي حدث بقيامته، والحيـاة الجديدة التي شرعت منذ هذه اللحظة، والتي انطلقت منها إلى كل الشعوب.
” ترتيلة الأسـرار “ لأحد القيامة تتكلم عن الكنيسـة وحالتها بلغة تأوين هذا النص إذ تقول : ” إن قيامتـك، يا رب، هي بداية الحياة. حلّ المجد والغنـى في بيتك المقـدس. اصبحت كنيسـتك في كل الانحـاء التي اقتنيتها بدمك الثميـن، كالعروس مزيّنـة بك، وكأم مع ابنائهـا فرحة بكَ. إحفظها يا رب من الأخطار وخلّصها من الأشرار، لذا من خلالها نسبحك “ (الحوذرا – الجزء الثاني، ص414).
في صلاة العيد وخلال رُتبة طواف سلام القيامة (       ) ترد مقاطع صلوات خاصة، بما فيها التراتيـل (          )، تُعبّر كلماتهـا عن التدبيـر الإلهـي. وهذه الصلوات الخاصة (                   ) تتكلم عن حالة الكنيسة وكيف أن المسيح مجّدها وعظّمها بتحمّله الألم والموت على الصليب.
* علاقة هذا النص مع القراءات الكتابية الأخرى لهذا الأحد
يرتلون بعد ذلك القراءة الثانية من العهد القديم (1صموئيل 1/2-10)، المعروفـة ” بنشـيد حنّة “، حيث يدور مضمونها حول خلاص الـرب الذي أعدّه للفقـراء وللذين يترجّون الرب، فلم يخبْ رجاء حنّة العاقر في الرب الذي رزقها بالأبناء. لذا يمكن مقارنة هذا النص مع نص (أشعيا 1/60-7) إذ يدور هو أيضًا حول خلاص الرب والرجاء فيه.
يعالج نص رسالة مار بولس (رومية 20/5-14/6)، حالة المسـيحي بالقياس إلى المسيح، فنحن اعتمذنا بالمسـيح، وهذه اشـارة إلى موته وقيامته، فالمطابقـة مع المسيح القائم لن تكون تامة إلا عند مجيء المسيح، ولكن على المسيحي ان يعيش في حالة هذه المطابقة منذ هذه اللحظة ؛ فهذه الرسالة تشير إلى ما وصلنا إليه من تجديد بواسطة المسيح الذي تضامن مع الانسان الخاطئ كي يموت عن الخطيئة ومعه يقوم للحياة الأبدية.
أما نص الانجيل المقدس (يوحنا 1/20-18)، فيتضمن بحث مريم المجدليـة عن المسيح في القبر وظهوره لها. لو تأمّلنا القراءات : الأولى والثانية وقراءة الانجيل، نجد ان الجماعة الموجّهة إليها البشرى السارة هم من النساء ؛ وهذا الأمر يرفع شـأن المـرأة في المسـيحية، بل في العالـم كله بعد ذلك، فنلاحـظ ان مريـم المجدلية هي تلك المرأة التي غُفرت خطاياها، فهي ترمز إلى جماعـة الفقـراء والذيـن يرجون الله، لأنها تشير إلى فقر الانسان وبؤسه على مختلف الصُعُد.
رســالة هـذه النبـوءة لعـالمنــا المعاصر (تأوين)
* تتكلم هذه الرسالة عن اورشليم الجديدة التي سوف يأتي إليهـا كل النـاس، لان الله سـيكون هناك، حيث سـيُجتذبون بنوره ؟ فـلا نسـتغرب عندما نتطلّع حولنا ونرى قليلين هم الناس الذين يعودون إلى الله، فلا بد ان يأتي اليوم الذي به سيعترف كل الناس في الأرض بأنه الإله الواحد الحقيقي.
* يحقق الله وعده للبشـر بواسطة ابنه الذي يأتي ليكون نورًا للعالم ويشـرق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى