الافتتاحية

دور المرأة التبشيري في حياة يسوع والرسل العدد (89)

دور المرأة التبشيري في حياة يسوع والرسل

ذكريات تاريخية عن موت المسيح وقيامته المجيدة
   يسرد الإنجيليون الأربعة ذكريات تاريخية أَكيدة، وهي إِكتشاف القبر خاليًا من جثمان يسوع في اليوم الثالث من دفنه.
” وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعدٍ (مشاهد) الآلام، وهن اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه، منهنّ مريم المجدلية ومريم أُمّ يعقوب ويوسف. وأُم ابني زبدة ” (متى 55:27-56)
”  وجاء عند المساء رجلٌ غنيٌّ من الرامة إسمه يوسف، وكان هو أيضًا قد تتلمذ ليسوع، فذهب إلى بيلاطس وطلب جثمان يسوع. فأَمر بيلاطس بأَن يُسلّم إليه. فأخذ يوسف الجثمان ولفه في كتان خالص، ووضعه في قبر له جديد كان قد حفره في الصخر، ثم دحرَجَ حجرًا كبيرًا على باب القبر وانصرف. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر ” (متى 57:27-61)
” ولما آنقضى السبتُ وطلعَ فجرُ يوم الأحد، جاءَت مريم المجدلية ومريم الأخرى تنظران القبر. فإذا زلزالٌ شديد قد حدث. ذلك بأنّ ملاك الرب نزل من السماء وجاء إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أَبيض كالثلج ” (متى 1:28-3)
   يتفـق العلماء على الإقـرار بقيمة هـذه المعلومـات التـاريخية التي يَرويها الإنجيليون، لأن الدور الذي تؤديه النسوة محرجٌ للرسل، فلم تكن من مصلحتهم أن يخترعوه. كان من الأنسب أن ينسبوا هذا الدور للرسل أَنفسهم، لأن المجتمع في ذلك الزمان كان يعطي مصداقية أقل لشهادة النساء.
القبر الخالي يثير الإستفسار
” وفي يوم الأحد جاءَت مريم المجدلية إلى القبر عند الفجر، والظلام لم يزل مخيّمًا. فرأت الحجَر قد أُزيل عن القبر ” (يوحنا 1:20).
   صدمتها هذه الظاهرة، وألقت الخوف والرعب في نفسها، وهذه ردة فعل أَي إنسان يجد نفسه في هذا الموقف. كيف تفسر هذه الحالة الحرجة ؟
إنها تقدم لها كأي إنسان طبيعي ” السرقة “.
لا بُدّ أن أحدهم سرق الجثمان، إذ الحجر قد أُزيلَ عن القبر….
   ثـم تـراءى يسـوع للمجدلية، … فرأَت يسوع واقفًا، ولم تعلَم أنه يسوع، فقال لها يسوع : ” لماذا تبكين، أَيتها المرأَة، وعمن تبحثين ؟ ” فظنت أنـه البستــاني، فقالـت له : ” سيدي، إذا كنت أنت قد ذهبتَ به، فقل لي أين وضعته، وأنا آخذه “. فقال لها يسوع ” مريم ” فالتفتت، وقالت له بالعبرية ” رابّوني ” أي، ” يا معلم “، فقال لها يسوع لا تمسكيني. إني لم أَصعد بعد إلى أبي، بل آذهبي إلى إخوتي. وقولي لهم إني صاعد إلى أبي وأبيكم ” فجاءَت مريم المجدلية وأَخبرت التلاميذ بأن ” قد رأيتُ ” الرب “، وبأنه قال لها هذا الكلام ” (يوحنا 11:20-18)
النسوة يبشرن الرسل بقيامة يسوع
” ولما آنقضى السبت وطلع فجر يوم الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى، تنظران القبر. فإذا زلزالٌ شديد قد حدث. ذلك بأن ملاك الرب نزل من السماء وجاءَ إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أَبيضَ كالثلج… فقال الملاك للمرأتين : لا تخافا أنتما. أنا أعلم أَنكما تطلبان يسوع المصلوب، إنه ليس ههنا، فقد قامَ كما قال. تعاليا فآنظرا الموضع الذي كان قد وُضِعَ فيه. وأَسرعا في الذهاب إلى تلاميذه وقولا لهم : إنه قام من بين الأموات، وها هوذا يتقدمكم إلى الجليل، فهناك ترونه. ها أني قد بلّغتكما.
   فتركتا القبر مُسرعتين وهما في خوفٍ وفرحٍ عظيم، وبادرتا إلى التلاميذ تحملان البُشرى. وإذا يسوع قد جاء للقائهما فقال لهما : السلام عليكما ! فتقدمتا وأمسكتا قدميه ساجدتين له. فقال لهما يسوع : لا تخافا ! إذهبا فبلّغا إخوتي أن يمضوا إلى الجليل فهناك يرونني ” (متى 8:28-10).
مكانة المرأة في حياة يسوع وحياة الرسل وفي الكنيسة
   إنّ الإنجيل المقدس يريد أن يبيّن مكانة المرأة في حياة يسوع، وحياة الرسل، وأهمية دورها التبشيري النشط في الكنيسة عبر الأجيال.
   كانت النسوة تخدمن يسوع خلال حياته الأرضية، ورافقنه خلال نشاطه التبشيري، ورافقنه أيضًا خلال درب الآلام وموته على الصليب ودفنه في القبر.
لم يهربن مثل التلاميذ في الأوقات المحرجة، إذ أَنكره القديس بطرس زعيم الرسل، وخانه يهوذا أَحد تلاميذه.
لا يذكر الإنجيل المقدس إمرأة واحدة تخلت عن يسوع وأنكرته وخانته.
   يريد الإنجيل المقدس، أن يعطي للنساء دورًا تبشيريًا في الكنيسة عبر الأجيال، وبأنه من حقهن، لا بل من واجبهن أن يبشرن بالمسيح وينشرن الإيمان المسيحي في العالم كله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى