البشرى التي غيّرت وجه العالم (92)
البشرى التي غيّرت وجه العالم
البشارة بميلاد يسوع
(لو 26:1-38)
الأب فادي نظير جورج
الأحد الثاني من البشارة
وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة، إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال : ((إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ)). فداخَلَها لِهذا الكَلامِ اضطرابٌ شَديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام. فقالَ لها الـمَلاك : ((لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية)) فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك : ((كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً ؟)) فأَجابَها الـمَلاك : ((إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله)). فَقالَت مَريَم : ((أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ)). وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها.
(لوقا 26:1-38)
تركيب النصّ
يُقسم النصّ إلى مشهدين : إرسال رسول السماء والحوار مع أم يسوع.
المشهد الأوّل : يُرسل الله رسول السماء " الملاك جبرائيل "، الذي يمثل الله لأنه الناطق باسمه، إلى بلدةٍ في الجليل تُسمى الناصرة. وإلى عذراء إسمُها مريم. مخطوبة لرجل من بيت داود إسمه يوسف.
المشهد الثاني : نقـرأ الحـوار الذي يشكّل جوهـر الخبر وينقسم إلى مرحلتين (آ 28-33 و آ 35-37) عبر السؤال المركزيّ في (آ 34). وترد خاتمة قصيرة فتنهي المشهد (آ 38).
إن خبر البشارة يقدّم لنا مثالاً رائعًا عن الطريقة التي بها يُكلّمنا الإنجيل التي بحسبها نقرأه. ونُخطيء حين نبحث عن تقرير أمين لمحادثة مريم وجبرائيل، أو أن نجعل منه دراسة سيكولوجيّة عن نفسيّة البتول. نحن أمام تعليم لاهوتي يقدّمه لوقا عن بشارة يسوع.
تفسير النصّ
" 26أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة ". تدلّ ناصرة الجليل على قرية صغيرة غير معروفة، بل محتقرة (يو 46:1). ولكن التنقيبات الأخيرة دلّت على وجودها منذ زمن الملوك في شعب إسرائيل.
" 27إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم ". يقدّم لوقا الأشخاص : مريم. ويشدّد النصّ مرّتين على وضعها كبتول. ويوسف خطيبُها لا زوجها وهو من بيت داود. لا يقول النصّ إن مريم إنتمت إلى السلالة الداوديّة، ولكنه لا ينكر هذا الإنتماء. فضّل بعض الشرّاح القول إنها من نسل هارون بسبب قرابتها مع أليصابات (آ 36 : نسيبتك أليصابات، آ 5 : أليصابات من سلالة هارون). يبقى أن العهد الجديد لا يؤكد أصل مريم الداودي بطريقة واضحة. وفي أيّ حال، ليس هذا التأكيد بأمر ضروري ليكون يسوع حقًا " إبن داؤود ". فأبوّة يوسف الشرعيّة تكفي لتثبت هذا اللقب (رج متى 6،1:1 ؛ 42:22). ولكن إن قلنا إن مريم هي إبنة هارون، جمعنا في شخص يسوع المُلك والكهنوت : هو ملك بأبيه إذ يوسف هو إبن داود ؛ وهو كاهن بأمه قريبة أليصابات.
" 28فدَخَلَ إلَيها فَقال : السَّلام عليكِ، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ ". الحوار يبدأ بسلام الملاك لمـريم. في الواقع، لا نستطيع حقًا أن نتكلم عن " سلام " وتحيّة. إن " خايري " تمثل التعبير العادي للسلام عند اليونانيين، وقد استعمله لوقا نفسه (أع 23:15 ؛ 26:23). ولكن لوقا يعرف أيضًا الطريقة اليهوديّة لتقديم التحيّة التي تتمنى السلام (لو 5:10: السلام على هذا البيت ؛ 36:24: سلام عليكم). فإن قال " خايري " على الرغم مـن كل شيء، فلأنه أعطى هـذه اللفظة معنـاها الأوّل : " إبتهجي، إفرحي ". وهذا ما تؤكّده مقاطع عدة في الترجمة السبعينيّة أثّرت فيه، نجد فيها هذه اللفظة التي يرافقها نداء إلى الفرح المسيحاني.
نقرأ في صفنيا (14:3) : " ترنمي (إبتهجي) يا إبنة (مدينة) صهيون. إفرحي وتهلّلي بكل قلبكِ، يا إبنة أورشليم ". ينبع الفرح من الغفران والمحبّة. إنتهى الخوف وصار الله حاضرًا. وهذا الفرح ليس باطنيًا، بل يعبّرون عنه بالهتاف. إبنة صهيون (وصهيون هي التلّة في أورشليم، حيث يرتفع الهيكل والقصر الملكي) هي أورشليم وهي مدعوّة إلى أن تبتهج بسبب مجيء الله وحضوره.
فمـريم مدعـوّة إلى الفرح الذي غمر أورشليم. والباعث على هذا الابتهاج هو : " الرب معكِ ". فنحن أمام زيارة الله المسيحانيّة التي وعد بها منذ القديم وتحققت الآن. أو بالأحرى ما كان لأورشليم مستقبلاً قريبًا، صار لمريم حاضرًا مباشرًا. فالبُشرى التي أُعلنت للشعب المختار من أجل رسالة، للبقية الأمينة للرب ولوصاياه، هذه البشرى تركّزت في شخص مريم. فعليها أن تبتهج لأن الرب هو " معها " ليكون مع شعبها.
ترجم اللاتين العبارة : " ممتلئة نعمة "، وكذلك عبارة السريان " مليت طيبوتو ". وهكذا صرنا في طريق الإستنتاجات اللاهوتيّة وتركنا بعض الشيء عالم التأويل الكتابيّ. فكّر الشُرّاح بالنعمة المبرّرة، وقدّموا نظرياتهم حول الملء والكمال الذي حصلت عليه مريم، فصارت أسمى من كل خليقة، ولكنها ظلّت أدنى من المسيح.
مثـل هـذا التفسيـر ليـس بخـاطئ. فلفظـة " خـاريـس " التي تشتـق منها " كاخاريتوميني " لا تدل في العهد الجديد على النعمة المبرّرة، بقدر مـا تـدل على " حنان، جميل، معروف " الله الذي يقوم بعمل خير ومجاني : إنها تدل بصورة مباشرة على فعل مبادرة الله الذي ينحني على الخليقة مدفوعًا بحبّه فقط. إنه يختارها ويجعلها موضوع رضاه ومسرّته. وهـذا مـا نقوله عن مريم حين اختارها الرب. إنها موضوع نعمة فريـدة وامتيـاز دائم. ولهـذا يقتـرح البعض أن تتـرجم لفظة " كاخاريتوميني " : مميّزة.
ولفظة " كاخاريتوميني " هي في صيغة الماضي التام، لأن مريم هي منذ الأزل وتبقى إلى الأبد موضوع حُظوة فريدة تفترضها موهبة الأمومة المسيحانيّة.
" 29فداخَلَها لِهذا الكَلامِ اضطرابٌ شَديدٌ وسألَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام ". لن نفهم موقف مريم، حين لا نرى فيه إلا ردّة فعل سيكولوجيّة. إضطربت مريم في تواضعها لأن الملاك قدّم لها مديحًا حيّرها. أو خجلت بحضور هذا الشاب الذي دخل عليها. أو خافت من مشهد الظهور الساطع. حين نقول هذا، نزيد على النصّ ولا نقوم بعمل تأويلي صحيح. ثم إن لوقا واضح في نصّه : إضطربت مريم " لكلامه " وتساءلت : ما معنى هذه التحيّة ؟ فهمت أنها أمام سرّ. إن لهذه الكلمات معنىً خفيًا لا بدّ من ولوجه. هذا ما أدركته مريم، وعلى القارئ أن يدركه. ولهذا، فبعد أن أيقظ الملاك إنتباه مريم، إستعاد كلامه ليقول بوضوح ما تضمّنته عبارته الأولى من معنى مغلّف.
" 30فقـالَ لها الـمَلاك : لا تخافي يـا مَريَم، فقـد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. 31فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع ". الآيتان 30 و31 تقابلان آ 28 كلمة كلمة. كان الملاك قـد قـال : " السلام، ابتهجـي ". وهـو يقـول الآن : " لا تخافي ". سمّى مـريم " المميّزة "، وها هو يدعوها باسمها " مريم " ويؤكد حقّها بهذا اللقب : " نلتِ حظوة (نعمة، خاريس) عند الله "، أي أنتِ موضوع إمتياز من قبـل الله. وأخيـرًا، أعلن لها : " الرب معكِ ". وها هو يفسّر الآن ما قاله : لأنها ستلد طفلاً يكون المسيح المنتظر. وقبل أن يصل إلى هذا التحديد الأخير في آ 32-33، يعلن هذه الولادة بعبارة مقبولة نجدها في نصوص عديدة من التوراة. ومنها ما ورد في إش 14:7 عن عمّانوئيل، عن إبن الملك الذي سيلد فيؤمّن وارثًا للملك : " ها إِنَّ العذراء (الصبيّة) تَحمِلُ فتَلِدُ آبنًا وتَدْعو آسمَه عِمَّانوئيل ".
سيُدعى الطفل يسوع، لأن هذا هو إسمه التاريخي، ولكن لا شك في أن الملاك (ولوقا معه) يفكّر بعمّانوئيل، بإبن بتول.
" 32سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، 33ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية ". ترد الألقاب المسيحانيّة للولد الموعود به. وهناك صفة " عظيم " وقد طُبّقت على يوحنا المعمدان (آ 15)، فأبقتنا في الغموض حول هويّة هذا الطفل. غير أن صفة " إبن العليّ " تفتح عيوننا على ما في هذا الطفل من عظمة. لن نكتشف حالاً بنوّة يسوع الإلهيّة في معنى الإيمان المسيحي. هذا الإكتشاف سيتم بعد القيامة. أما في العهد القديم فعبارة " إبن الله " أو " إبن العليّ " إستعارة تقال لمن يُشارك الله مشاركة خاصة في حياته الحميمة. فالملاك هو إبن الله (مز 1:29 ؛ أي 6:1)، والشعب المختار هو إبن الله (حك 13:18). إلخ.
إذًا لوقا يدلّنا بصورة واضحة على الكرامة المسيحانيّة لهذا الطفل الذي يولد : يرثُ عرش داود، يملك مُلكًا مؤبدًا على بيت يعقوب. هذه هي كلمات الوعد بالمسيح الداودي كما قالها ناثان لداؤود (2 صم 12:7) وردّدها (إش 5:9) بمناسبة حديثه عن عمّانوئيل.
" 34فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك : كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً ؟ ". قبل أن نشرح الآية، لا بدّ من تحديد نقطتين. الأولى : نفهم فعل " عرف " بالمعنى الكتابي، وهو يدل على علاقات زواجيّة. فإن أخذناه في المعنى المعروف وجعلنا مريم تقول إنها لم تتعرّف إلى أحد، نعتناها بالسذاجة، لأنها مخطوبة ليوسف. النقطة الثانية تتعلّق ببتوليّة مريم. فلفظة " مخطوبة " في آ 27 لا تفي بالمراد. وإذ أراد لوقا أن يُزيل كل شك، كتب مرتين في آ 27 : " بارتينوس " أي عذراء، فهي التي تعطي المعنى الحقيقي لسؤال مريم ولجواب الملاك.
" 35فأَجابَها الـمَلاك : إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى. 36وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا.37فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله ". يُعلن الإنجيل تدخل الروح القدس في جملة يوافق جُزآها لفظة لفظة. " الروح القدس " و" قدرة العليّ "، " يحلّ عليكِ " و" يُظلّلكِ ". أن يأتي " يحلّ " الروح القدس على العذراء، تلك عبارة نجدها في التوراة.
مَسـح صمـوئيـل داود " فحـلّ روح الـرب عليـه " (1 صم 13:16). ونقـرأ في (إش 15:32) " يُفاض علينا الروح من العلاء فتصير البريّة جنّة ". إن الروح يُولّد الحياة في كل مكان ويُنمّيها.
إن كلام الملاك يُعلن للعذراء أكثر من عون بسيط وحماية. أما الصورة التي تتطلّبها القرينة، فهي صورة الطائر الإلهي الذي يضم جناحيه ليخلق الحياة (رج مز 8:17 ؛ 8:36). فنحن أمام طفل سيُحبل به مع أنّ أمه عذراء. وحين يتكلّم الملاك عن الروح القدس على أنه قدرة يغطّي مريم بظلّه، فهو يشير بوضوح إلى أن هذا الروح سيلعب دور المبدأ الخلاّق، وسيُولّد الحياة في حشا مريم. نحن بعيدون عن التصوّرات الوثنيّة وزواج الآلهة. نحن في خط التوراة الذي يشدد على وحدانيّة الله وعمله في الكون. فما يعمله الروح " النسمة الخلاّقة " منذ بدايات العالم، يعمله الآن في حشا مريم فينتج فيها الحَبل البتولي.
لذلك، فالقدّوس الذي سيولد يُدعى إبن الله. أو : يكون المولود قدُّوسًا، أي مكرّسًا تكريسًا كاملاً لله، وقد نترجم : الذي سيولد يُدعى قدّوسًا وإبن الله. فتسمية إبن الله هي أمر جوهري في نظر لوقا، وهي تمثل نهاية فكره اللاهوتي. كان قد قال في بداية الحوار إن الطفل سيُدعى " إبن العليّ " في معنى مسيحاني، وها هو الآن يعلّمنا أن لقب " إبن الله " ينال معنى جديدًا وساميًا بفضل الحَبل البتولي. حُبل بيسوع مباشرة بفعل الروح القدس، لا بفعل أب بشري، فصار إبن الله بشكل خاص وفريد. نحن هنا على خطى يوحنا الذي يتحدث عن كلمة الله المتجسّد في طبيعة بشريّة. نحن هنا أمام إعلان لسرّ التجسّد يوجّهنا إلى يو 14:1: " والكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا ".
" 38فَقالَت مَريَم : أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ. وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها ". قد نكون هنا أمام فعل تواضع. ولكننا بالأحرى أمـام فعل إيمان ومحبّة، لأن لقـب " خادم الرب " " عبد الله " يحمل مجدًا لصاحبه. وانتهى المشهد على قبول مريم. لن نقول إن " الله " إنتظر هذا القبول بقلق وكأنه لم يكن منتظرًا، ولن نقلّل من حريّة مريم وعظمة جوابها لله. وتبدو عظمتها بصورة خاصة حين وعت السرّ وأدركت كل عمقه، فاستسلمت لمتطلّبات عمل الله.
الخلاصة
إن هذا النصّ الذي تأملنا فيه يقدّم لنا خبرة مريم الخفيّة في إطار إلهي. فبحوار مبني بناءً مُحكمًا، نجد جوهر هذه الخبرة، وقد جعله لوقا في إطار لاهوتي وكتابي من أجل تغذية إيماننا. وعلّمنا هذا النصّ أن إبن مريم سيكون إبن داود ووارث العرش المسيحاني. حُبل به بشكل بتولي فاستحق منذ ولادته لقب إبن الله.
إن سرّ مجيء إبـن الله إلى العالم هـو تتـويج لكل المحاولات التي هيّأت هـذا المجيء في العهد القديم. لقد رفض الله هيكلاً من حجر أراد داود أن يبنيه له (2 صم 1:7)، ولكنه وعده بنسل أزلي سيكون سلالة داود. لقد تم الآن هذا الوعد في مريم التي صارت " تابوت العهد " و" بيت الذهب "، ومنها جاء الإبن يُقيم وسط البشر.