الافتتاحية
الانجلة الجديدة لنقل الايمان المسيحي العدد (71)
” الأنجلة الجديدة
لنقل الإيمان المسيحي “
يسوع أرسل تلاميذه ليبشروا بالإنجيل للبشر
“ إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمذوهم بآسم الآب والإبن والروح القدس، وعلّموهم أَن يحفظوا كل ما أَوصيتكم به “. (متى 19/28-20). بهذه الكلمات، أرسل يسوع تلاميذه ليعلنوا بشارة الإنجيل للعالم كله، وذلك قبل صعوده إلى السماء.
كان الرسل جماعة صغيرة، أرسلهم يسوع ليشهدوا لمراحل حياته الأرضية : لتعاليمه، لمعجزاته، لموته على الصليب، وخاصة لقيامته المجيدة من بين الأموات (أعمال 22/1).
كانت المهمة التي ألقاها يسوع على عاتقهم تفوق إمكاناتهم ؛ لذا وعدهم يسوع بالـروح القدس المعـزّي، الذي يرسلـه الآب إليهم، ليقّويهـم ” وليرشدهـم إلى الحقيقة كلها “ (يوحنا 13/16).
بالاضافـة إلى ذلك، أكّد لهـم أنـه سيـرافقهـم ويكـون حاضرًا معهم دومًا قائلاً : ” وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم “ (متى 20/28).
فانطلق الرسل، بعد حلول الروح القدس عليهم يوم عيد العنصرة، ونفذوا المهمة التي فوّضهم إياها يسوع، فنقلوا البشرى السارة بمجيء ملكوت الله إلى البشر، بلغت هذه البشرى بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط كافة، وأوربا وأفريقيا وآسيا.
واصل خلفاؤهم حمل الرسالة إلى العالم ؛ هذه الرسالة التي ستبقى مهمة أدائها معاصرة في كل الأزمنة إلى منتهى الدهور. على الكنيسة أن تعلن إنجيل ملكوت الله، أي تعليم معلمها وربها ؛ وخاصة حضور يسوع المسيح في كل مكان وزمان.
الأنجلة في عهد الرسل
إن البُشرى أو البشارة التي أعلنها الرسل بأن الخلاص قد تمّ بيسوع المسيح، تطلق عليها أسفار العهد الجديد الكلمة ” إيقنجيليون “.
تبدأ بشارة القديس مرقس بالآية الأولى الآتية :
“ بَدءُ إنجيل ” إيقنجيليون ” يسوع المسيح إبن الله… ” ! (مرقس 1/1) ؛ ” وكان يسوع يسيرُ في جميع المدن والقُرى يعلم في مجامعهم ويعلن إنجيل (= بشارة) الملكـوت… “ (متى 35/9)، ” وسيُعلن إنجيـل (= بشارة) الملكوت هذه في المعمور كله ” (متى 14/24)، ” الحق أقولُ لكم : حيثما يعلن هذا الإنجيل (= البشارة) في العالم كله… “ (متى 13/26).
استعمل القديس بولس هو الآخر مصطلح ” إيقنجيليـون ” في رسائله، مثال ذلك : ” فنحمل الإنجيل (= البشارة) إلى أَبعد منكم ” (2 قورنثس 16/10)، كما أننا نجد عبارة ” الإنجيـل ” في سفـر أَعمـال الرسـل مـرارًا دلالـة على بشـارة الإنجيـل (أَعمال 4/8، 12، 25، 35، 40).
الأنجلة في الأزمنة المعاصرة
تُستعمل كلمة ” الأنجلة ” في الأزمنة المعاصرة للإشارة إلى النشاطات الكنسية التبشيرية. فحملت الرسالة البابوية عنوان ” التبشير بالإنجيل ” بتأريخ 8 كانون الأول 1975، وتشمل هذه النشاطات الكرازة، والتعليم المسيحي، الليتورجيا، الأسرار، شهادة حياة المسيحيين المثالية، التي أصدرها خادم الله البابا بولس السادس.
كما أن المجمع الفاتيكاني الثاني في قراره ” إلى الأمم ” : مرسوم في نشاط الكنـيسـة الإرسـالي ” Ad Gentes ” أكد طابع الكنيسة الإرسالي، ومهمة التبشير بالإنجيل للشعوب كافة التي أوكلها اليها مؤسسها يسوع المسيح.
أكدت توجيهات الكنيسة كافة واجب المسيحيين ألاّ يكتفوا بدعم نشاطات المرسلين، بل عليهم أن يسهموا في نشر ملكوت الله في العالم، كلٌ حسب الدعوة التي دُعي اليها.
خلال الـ 45 سنة الأخيرة عالج مجمع الأساقفة موضوع التبشير بالإنجيل في اجتماعات مختلفة، وذلك تنفيذًا لما ورد في قرار المجمع المسكـوني الفاتيكاني الثاني ” نشاط الكنيسة الإرسالي “، حيث نقرأَ ما يأتي : ” بما أن واجب التبشير بالإنجيل في كل مكان من المعمور يقع أولاً على السلك الأسقفي، فعلى سينودس الأساقفة، أي ” مجلس الأساقفة الدائم للكنيسة الجامعة ” أن يكون له، فيما بين اهتماماته العامة ذات الأهمية، إهتمام خاص بالنشاط الإرسالي الذي يُعدُّ من أعظم مهام الكنيسة وأقدسها ” (الرقم 29).
الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة
بدأ الحديث في العقود الأخيرة عن ضرورة الأنجلة الجديدة، موجهة أولاً للشعوب التي لم تصل اليها بعد بشارة الإنجيل، وموجهة أيضًا للشعوب ذات التقليد المسيحي العريق، أي التي تلقت بشرى الإنجيل منذ مئات السنين، ولكن ابتعد بعض اعضائها عن الإيمان المسيحي وعن متطلبات إنجيل ملكوت الله.
لهذا السبب، قرر قداسة البابا بندكتس السادس عشر الدعوة إلى عقد الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة، خلال الفترة من 7 إلى 28 اكتوبر / تشرين الأول 2012، وذلك بعد استشارة أخوته في الأسقفية وبعد دراسة الموضوع في مختلف دوائر الكرسي الرسولي.
إن الهدف من عقد هذه الجمعية هو دراسة أوضاع الكنائس المحلية، للبحث سوية عن أساليب جديدة للتعبير عن بشرى الإنجيل، ليعتنقها الإنسان المعاصر بحماس متجـدد، وذلك على غرار شهـود المسيح يسـوع ” الذي كان وهو كائن وسيأتي ” (رؤيا يوحنا 8/4).
الخطوط العريضة
بغية إعداد الجمعية العامة الثالثة عشرة أرسل ” مجمع سينودس الأساقفة ” في روما إلى المجالس الأسقفية ومجامـع الكرسي الرسولـي كافة كـراسًا يحتوي على ” الخطوط العريضة ” للمواضيع المقترح مناقشتها.
بغية إعطاء فكرة إجمالية عن محتوى هذه الخطوط العريضة نقدم ترجمة أبرز العناوين الواردة في هذه الوثيقة لقراء مجلة ” نجم المشرق ” :
المقدمة
1- الضرورة الملحة لأنجلة جديدة.
2- واجب التبشير بالإنجيل.
3- الأنجلة وقوة التمييز.
4- الأنجلة في عالم اليوم، إنطلاقًا من تحدياته.
الفصل الأول : زمن ” الأنجلة الجديدة “
5- ” الأنجلة الجديدة ” المعنى والتعريف.
6- آفاق الأنجلة الجديدة.
7- المسيحيون إزاء هذه الآفاق.
8- ” أنجلة جديدة ” ومتطلبات الحياة الروحية.
9- أساليب جديدة للتعبير عن الإنتماء إلى الكنيسة.
10- الأنجلة الأولى، الإهتمام الراعوي، أنجلة جديدة.
الفصل الثاني : إعلان إنجيل يسوع المسيح
11- اللقاء والشركة مع المسيح : هدف نقل الإيمان.
12- الكنيسة تنقل الإيمان الذي تعيشه وفق متطلباته.
13- كلمة الله ونقل الإيمان.
14- تربية الإيمان.
15- الكنائس المحلية المعنية بنقل الإنجيل.
16- أسلوب إعلان الإنجيل.
17- ثمار نقل الإيمان.
الفصل الثالث : التنشئة على الخبرة المسيحية
18- التنشئة المسيحية، سياق الأنجلة.
19- الإعلان الأول بصفته ضرورة لإيجاد أشكال جديدة للحديث عن الله.
20- التنشئة على الإيمان والتربية على حسب الحقيقة.
21- المبشرون بالإنجيل مربون كشهود.
خاتمة
22- أساس ” الأنجلة الجديدة ” في العنصرة.
23- ” الأنجلة الجديدة ” رؤية كنيسة اليوم وكنيسة المستقبل.
24- فرح التبشير بالإنجيل.
عيد الصليب المقدس
الجمعة 14 أيلول 2012
لنقل الإيمان المسيحي “
يسوع أرسل تلاميذه ليبشروا بالإنجيل للبشر
“ إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمذوهم بآسم الآب والإبن والروح القدس، وعلّموهم أَن يحفظوا كل ما أَوصيتكم به “. (متى 19/28-20). بهذه الكلمات، أرسل يسوع تلاميذه ليعلنوا بشارة الإنجيل للعالم كله، وذلك قبل صعوده إلى السماء.
كان الرسل جماعة صغيرة، أرسلهم يسوع ليشهدوا لمراحل حياته الأرضية : لتعاليمه، لمعجزاته، لموته على الصليب، وخاصة لقيامته المجيدة من بين الأموات (أعمال 22/1).
كانت المهمة التي ألقاها يسوع على عاتقهم تفوق إمكاناتهم ؛ لذا وعدهم يسوع بالـروح القدس المعـزّي، الذي يرسلـه الآب إليهم، ليقّويهـم ” وليرشدهـم إلى الحقيقة كلها “ (يوحنا 13/16).
بالاضافـة إلى ذلك، أكّد لهـم أنـه سيـرافقهـم ويكـون حاضرًا معهم دومًا قائلاً : ” وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم “ (متى 20/28).
فانطلق الرسل، بعد حلول الروح القدس عليهم يوم عيد العنصرة، ونفذوا المهمة التي فوّضهم إياها يسوع، فنقلوا البشرى السارة بمجيء ملكوت الله إلى البشر، بلغت هذه البشرى بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط كافة، وأوربا وأفريقيا وآسيا.
واصل خلفاؤهم حمل الرسالة إلى العالم ؛ هذه الرسالة التي ستبقى مهمة أدائها معاصرة في كل الأزمنة إلى منتهى الدهور. على الكنيسة أن تعلن إنجيل ملكوت الله، أي تعليم معلمها وربها ؛ وخاصة حضور يسوع المسيح في كل مكان وزمان.
الأنجلة في عهد الرسل
إن البُشرى أو البشارة التي أعلنها الرسل بأن الخلاص قد تمّ بيسوع المسيح، تطلق عليها أسفار العهد الجديد الكلمة ” إيقنجيليون “.
تبدأ بشارة القديس مرقس بالآية الأولى الآتية :
“ بَدءُ إنجيل ” إيقنجيليون ” يسوع المسيح إبن الله… ” ! (مرقس 1/1) ؛ ” وكان يسوع يسيرُ في جميع المدن والقُرى يعلم في مجامعهم ويعلن إنجيل (= بشارة) الملكـوت… “ (متى 35/9)، ” وسيُعلن إنجيـل (= بشارة) الملكوت هذه في المعمور كله ” (متى 14/24)، ” الحق أقولُ لكم : حيثما يعلن هذا الإنجيل (= البشارة) في العالم كله… “ (متى 13/26).
استعمل القديس بولس هو الآخر مصطلح ” إيقنجيليـون ” في رسائله، مثال ذلك : ” فنحمل الإنجيل (= البشارة) إلى أَبعد منكم ” (2 قورنثس 16/10)، كما أننا نجد عبارة ” الإنجيـل ” في سفـر أَعمـال الرسـل مـرارًا دلالـة على بشـارة الإنجيـل (أَعمال 4/8، 12، 25، 35، 40).
الأنجلة في الأزمنة المعاصرة
تُستعمل كلمة ” الأنجلة ” في الأزمنة المعاصرة للإشارة إلى النشاطات الكنسية التبشيرية. فحملت الرسالة البابوية عنوان ” التبشير بالإنجيل ” بتأريخ 8 كانون الأول 1975، وتشمل هذه النشاطات الكرازة، والتعليم المسيحي، الليتورجيا، الأسرار، شهادة حياة المسيحيين المثالية، التي أصدرها خادم الله البابا بولس السادس.
كما أن المجمع الفاتيكاني الثاني في قراره ” إلى الأمم ” : مرسوم في نشاط الكنـيسـة الإرسـالي ” Ad Gentes ” أكد طابع الكنيسة الإرسالي، ومهمة التبشير بالإنجيل للشعوب كافة التي أوكلها اليها مؤسسها يسوع المسيح.
أكدت توجيهات الكنيسة كافة واجب المسيحيين ألاّ يكتفوا بدعم نشاطات المرسلين، بل عليهم أن يسهموا في نشر ملكوت الله في العالم، كلٌ حسب الدعوة التي دُعي اليها.
خلال الـ 45 سنة الأخيرة عالج مجمع الأساقفة موضوع التبشير بالإنجيل في اجتماعات مختلفة، وذلك تنفيذًا لما ورد في قرار المجمع المسكـوني الفاتيكاني الثاني ” نشاط الكنيسة الإرسالي “، حيث نقرأَ ما يأتي : ” بما أن واجب التبشير بالإنجيل في كل مكان من المعمور يقع أولاً على السلك الأسقفي، فعلى سينودس الأساقفة، أي ” مجلس الأساقفة الدائم للكنيسة الجامعة ” أن يكون له، فيما بين اهتماماته العامة ذات الأهمية، إهتمام خاص بالنشاط الإرسالي الذي يُعدُّ من أعظم مهام الكنيسة وأقدسها ” (الرقم 29).
الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة
بدأ الحديث في العقود الأخيرة عن ضرورة الأنجلة الجديدة، موجهة أولاً للشعوب التي لم تصل اليها بعد بشارة الإنجيل، وموجهة أيضًا للشعوب ذات التقليد المسيحي العريق، أي التي تلقت بشرى الإنجيل منذ مئات السنين، ولكن ابتعد بعض اعضائها عن الإيمان المسيحي وعن متطلبات إنجيل ملكوت الله.
لهذا السبب، قرر قداسة البابا بندكتس السادس عشر الدعوة إلى عقد الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة، خلال الفترة من 7 إلى 28 اكتوبر / تشرين الأول 2012، وذلك بعد استشارة أخوته في الأسقفية وبعد دراسة الموضوع في مختلف دوائر الكرسي الرسولي.
إن الهدف من عقد هذه الجمعية هو دراسة أوضاع الكنائس المحلية، للبحث سوية عن أساليب جديدة للتعبير عن بشرى الإنجيل، ليعتنقها الإنسان المعاصر بحماس متجـدد، وذلك على غرار شهـود المسيح يسـوع ” الذي كان وهو كائن وسيأتي ” (رؤيا يوحنا 8/4).
الخطوط العريضة
بغية إعداد الجمعية العامة الثالثة عشرة أرسل ” مجمع سينودس الأساقفة ” في روما إلى المجالس الأسقفية ومجامـع الكرسي الرسولـي كافة كـراسًا يحتوي على ” الخطوط العريضة ” للمواضيع المقترح مناقشتها.
بغية إعطاء فكرة إجمالية عن محتوى هذه الخطوط العريضة نقدم ترجمة أبرز العناوين الواردة في هذه الوثيقة لقراء مجلة ” نجم المشرق ” :
المقدمة
1- الضرورة الملحة لأنجلة جديدة.
2- واجب التبشير بالإنجيل.
3- الأنجلة وقوة التمييز.
4- الأنجلة في عالم اليوم، إنطلاقًا من تحدياته.
الفصل الأول : زمن ” الأنجلة الجديدة “
5- ” الأنجلة الجديدة ” المعنى والتعريف.
6- آفاق الأنجلة الجديدة.
7- المسيحيون إزاء هذه الآفاق.
8- ” أنجلة جديدة ” ومتطلبات الحياة الروحية.
9- أساليب جديدة للتعبير عن الإنتماء إلى الكنيسة.
10- الأنجلة الأولى، الإهتمام الراعوي، أنجلة جديدة.
الفصل الثاني : إعلان إنجيل يسوع المسيح
11- اللقاء والشركة مع المسيح : هدف نقل الإيمان.
12- الكنيسة تنقل الإيمان الذي تعيشه وفق متطلباته.
13- كلمة الله ونقل الإيمان.
14- تربية الإيمان.
15- الكنائس المحلية المعنية بنقل الإنجيل.
16- أسلوب إعلان الإنجيل.
17- ثمار نقل الإيمان.
الفصل الثالث : التنشئة على الخبرة المسيحية
18- التنشئة المسيحية، سياق الأنجلة.
19- الإعلان الأول بصفته ضرورة لإيجاد أشكال جديدة للحديث عن الله.
20- التنشئة على الإيمان والتربية على حسب الحقيقة.
21- المبشرون بالإنجيل مربون كشهود.
خاتمة
22- أساس ” الأنجلة الجديدة ” في العنصرة.
23- ” الأنجلة الجديدة ” رؤية كنيسة اليوم وكنيسة المستقبل.
24- فرح التبشير بالإنجيل.
عيد الصليب المقدس
الجمعة 14 أيلول 2012