القراءات الكتابية الطقسية
الاحد الثاني من القيامة (65)
الاحد الثاني من القيامة
(القراءة الثالثة)
الاب باسل سليم يلدو
” ومن الآن يا اخوتي تقوَّوا بالربِ وبشدةِ قُوَّتهِ، والبَسوا جميعَ سِلاحِ الله لتستطيعوا أن تقاوِموا مكايدَ الشّيطان، فإنّ محارَبَتكم ليست ضدَّ اللَّحمِ والدَّمِ بل ضدَّ الرئاساتِ والسلاطين وَوُلاةِ عالَمِ الظُّلمةِ هذا والأرواحِ الشّريرةِ التي تحتَ السماءِ، من أجل هذا البسوا كلَّ سِلاحِ اللهِ لتستطيعوا مُقاومةَ الشّرير. وإذ تكونون مستعِدّين في كلِّ شيءٍ تثبتون، فانهَضوا إذن وشُدُّوا أحقاءَكم بالحقِّ والبسوا دِرعَ البِرّ، وأنعِلوا أقدامَكم باستعدادِ إنجيلِ السّلام، ومع هذا خُذوا لكم تُرسَ الايمانِ الّذي بهِ تقدِرون أن تُطفِئوا جميعَ سِهامِ الشِّريرِ المتوقِّدة، واتّخذوا خوذَةَ الخَلاصِ وسيف الرُّوحِ الّذي هو كلمةُ الله، وبكلِّ صلاةٍ وكلِّ طَلِبةٍ صلُّوا في كلِّ وقتٍ في الرُّوحِ وبالصلاة اسهروا في كلِّ حينٍ إذ تُصلُّون دائِمًا وتتضرَّعون من أجلِ جميعِ القِدِّسين، ومن أجلي أنا أيضًا حتّى إذا فتحتُ فمي أُعْطَى كلامًا بهِ أُنادي عَلانيةً بسرِّ الإنجيل، الّذي أنا رسولُهُ بالسَّلاسِلِ لأنطقَ به بجرأة كما يجب عليّ أن انطـقَ، ولكي تعلَمـوا أنتم أيضًا أحـوالي وما اصنَعُ يُخبِركُم بذلك طوخيقوسُ الأخُ الحبيبُ والخادمُ الأمين في ربِّنا، الّذي وجَّهتُهُ إليكم لهذا بعينِهِ لتعرِفوا أحوالي وَليُعزّيَ قلوبَكم. ألسّلامُ لإخوتِنا والمحبّةُ معَ الإيمانِ مِنَ الله الآبِ ومن ربّنا يسوعَ المسيحِ، النعمةُ مع جميعِ الذين يُحبُّون ربَّنا يسوعَ المسيحَ بلا فسادٍ. آمين “.
(افسس 6/ 10-24)
1- الاطار التاريخي الذي ورد فيه نص (افسس 6 /10-24)
يرجح تاريخ كتابة هذه الرسالة إلى حوالي عام 60 ميلادية في روما أثناء إقامة الرسول بولس في السجن هناك، ولم تكتب الرسالة لمواجهة أي هرطقة أو مشكلة في الكنائس، بل أرسلت مع طوخيقوس لتقوية وتشجيع الكنائس في تلك المنطقة. فعندما ذهب الرسول بولس أسيرًا إلى روما، هناك زاره مبعوثون من كنائس مختلفة. كان من بينهم طوخيقوس من كنيسة افسس، فكتب الرسول بولس هذه الرسالة وارسلها معه لتشجيع المؤمنين على القيام بوظيفتهم في جسد المسيح (الكنيسة)، وطلب منهم التسلح بالايمان ورفض كل الممارسات الوثنية والتخلي عن كل الشهوات الشريرة، وذلك من خلال الاستناد والاتكال على قوة المسيح.
لقد كان الرسول بولس قد صرف هناك ثلاث سنوات، فقد كانت كنيسة افسس قريبة جدًا من قلب بولس الرسول، فقد اجتمع بولس مع شيوخ كنيسة افسس لآخر مرة في ميليتس، اجتماعًا خيّم عليه الحزن لأنه كان سيفارقهم فراقًا نهائيًا.
2- التحليل الكتابي – البيـبلي (Esegetic)
يذكُر الرسول بولس في هذه الرسالة أن الكنيسة في معركة مستمرة مع قوات الظلمة، وان عليها استخدام كل سلاح روحي في خدمتها، لأنه كثيرًا ما يهاجم الشيطان قلوبنا، مركز عواطفنا من خلال التجارب والعوائق التي يضعها في طريقنا، فعلينا ان نكون أقوياء في إيماننا لكي نتغلب على كل تجارب الشيطان.
يشرح الرسول بولس في بداية هذه الرسالة الأشياء العجيبة التي نلناها بواسطة المسيح ويتكلم على الكنيسة كجسد، وهيكل، وعروس، وجندي. وكل هذه تمثل وحدة الهدف، وتبين كيف ان كل عضو هو جزء يجب ان يعمل في توافق مع بقية الأعضاء. بعد ذلك يستخدم أيضًا رموزًا حربية تستخدم كسلاح بالمعركة مثل الدرع، والخوذة، والسيف، وكل هذه تستخدم لمحاربة الاعداء ومقاومة الشر، والنقد والحسد والطمع والغضب…إلخ.
ثم يختم بولس الرسول رسالته بطلب صلوات المؤمنين لأجله حتى يستطيع أن يبشر بالمسيح بكل قوة، فعلى الرغم من وجود بولس في السجن إلا انه لم يفشل أو يكلّ، بل كتب رسائل قوية من السجن لتشجيع الكنائس، ولم يطلب أن يصلوا لكي تنحل قيوده وهو مربوط بالسلاسل، بل طلب ان يصلوا له لكيما يواصل كرازته بالمسيح بكل جرأة وقوة.
3- الاطار الليتورجي
* علاقة هذه القراءة بنصوص الصلاة الفرضية :
تدور صلاة الفرض للأحد الثاني بعد القيامة على انتصار المسيح على الموت وغلبته الشيطان، حيث تقول صلاة التسبحة بعد القانون : ” بقيامة الابن تبتهج الخلائق، لأنه حصل الخلاص وحل الانبعاث، اندحر الموت وحزن الشيطان، وفرحت الكنيسة بقيامة الابن، الويل للوثنيين والخجل للكفرة، طوبى للكنيسة والويل للصالبين، بقيامته حل خطايانا وأبطل الموت، ملك الرب على كياننا بقيامته، وتفرح بهذا اليوم أفواج الملائكة وكلنا معهم نصعد المجد “ (الحوذرا – الجزء الثاني، صفحة 447).
* علاقة هذا النص مع القراءات الكتابية الاخرى :
نلاحظ في قراءات الكتاب المقدس (القراءة الأولى اشعيا 60/ 9-22) والقراءة الثانية (أعمال الرسل 14/2-36) مع قراءة العهد الجديد من انجيل (يوحنا 14/ 18، 15/ 15) انها متشابهة بالمعنى : كلها تؤكد الثبات في الرب، والتسلح بسلاح الله الكامل لنتمكن من المقاومة والصمود لأنه قوتنا من خلال إيماننا واتكالنا عليه.
ففي القراءة الأولى من (اشعيا 60/ 9-22) يقول الرب لاورشليم الجديدة لانه إليه نظرتي وتوكلتي على الرب فالأُمَّةَ والمملكةَ الّتي لا تتعبَّدُ لكِ تهلِكُ… سأجعلُكِ فخرَ الدُّهور سُرورَ جيلٍ فجيلٍ، وترضَعِين لَبَنَ الأُممِ وترضَعين ثُدِيَ الملوكِ وتعلمين أنّي أنا الربُّ مخلِّصُكِ وفاديكِ …إلخ.
بينما نجد في القراءة الثانية من (سفر اعمال الرسل 2 / 14-36) : إنه يخاطب شِمعـونُ الصّفا مع الأحدَ عَشَرَ رسولاً الـشعب ويستشهـد بنبـوءة يوئيـل الـنبي فيقول لهم : سيكونُ في الأيامِ الأخيرةِ كما يقولُ الربُّ أنّي أُفيضُ روحي على كُلِّ بَشرٍ. فيتنبّأُ بنوكم وبناتُكم ويرى شبّانُكم رُؤًى ويحلُمُ شيوخُكم أحلامًا، وعلى عبيدي أُفيض روحي في تلك الأيّامِ فيتنبأُون، وأجعلُ آياتٍ في السماءِ وعظائِمَ في الأرضِ.
أما انجيل (يوحنا 14/ 18 ؛ 15/ 15) فيتكلم على المعزي، الروح القدس والثبات في الايمان، فيقول : ” أنا هو الكرمةُ وأنتم الأغصانُ من يثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ فهذا يأتي بثمر كثير لأنّكم بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئًا، إنْ كان أحدٌ لا يثبتُ فيَّ يُطرَحْ خارجًا كالغُصنِ الذي يَجِفُّ فيجمعونهُ ويطرحونهُ في النّارِ ليحترِقَ، إن أنتم ثبتّم فيَّ وثَبتَ كلامي فيكم فكلُّ ما تُريدون أن تسألوا يكونُ لكم، بهذا يتمجَّدُ الآبُ أن تأتوا بثمر كثير وتكونوا تلاميذي “.
4- رسالة هذا النص لعالمنا المعاصر (تأوين)
نتعلم من هذه القراءة أن نستخدم سلاح الله الروحي في مواجهة قوات الشر التي يرأسها الشيطان، ولكي نتصدى لهجماته وننتصر عليه، يجب ان نعتمد على قوة الله ونستخدم كل قطعة سلاح (الرموز المستخدمة بالرسالة من السيف، والدرع، والخوذة)، تفيدنا بمعركتنا ضد الاشرار الذين يحاولون هزيمة كنيسة المسيح وابعادنا عنها، وجرنا إلى الخطيئة، ولهذا نحتاج إلى السلاح وقوة المسيح من خلال روحه القدوس الساكن فينا.
الشيء الذي نتعلمه من هذه الرسالة أن نكون أقوياء بسلاح الرب، يعني بالحياة الروحية وبالتقوى والفضيلة حتى نستطيع قهر الأعداء، فقط بهذه الحالة لا أحد يستطيع مقاومتنا لأننا أقوياء بالرب، لان الإنسان يهزم بالمعركة عندما لا يكون عنده سلاح قوي، أو عندما يضعف، ولهذا علينا ان نكون متهيئين ومستعدين لمحاربة كل أنواع الشر.
لا يقدم بولس الرسول هذه النصيحة للكنيسة، جسد المسيح، بل لكل الأفراد في الكنيسة، فكل الجسد في حاجة إلى ان يكون متسلحًا. يعني واجب كل واحد منا ان نكون ساهرين ومتيقظين للدفاع عن كنيسة المسيح، للدفاع عن إيمان آبائنا وأجدادنا، للدفاع عن الحق، حينئذ نستطيع أن نقول مع الرب يسوع عندما تكلـم مع بطرس الرسول : ” أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وقوات الجحيم لن تقوى عليها “ (متى 16/ 18).
(القراءة الثالثة)
الاب باسل سليم يلدو
” ومن الآن يا اخوتي تقوَّوا بالربِ وبشدةِ قُوَّتهِ، والبَسوا جميعَ سِلاحِ الله لتستطيعوا أن تقاوِموا مكايدَ الشّيطان، فإنّ محارَبَتكم ليست ضدَّ اللَّحمِ والدَّمِ بل ضدَّ الرئاساتِ والسلاطين وَوُلاةِ عالَمِ الظُّلمةِ هذا والأرواحِ الشّريرةِ التي تحتَ السماءِ، من أجل هذا البسوا كلَّ سِلاحِ اللهِ لتستطيعوا مُقاومةَ الشّرير. وإذ تكونون مستعِدّين في كلِّ شيءٍ تثبتون، فانهَضوا إذن وشُدُّوا أحقاءَكم بالحقِّ والبسوا دِرعَ البِرّ، وأنعِلوا أقدامَكم باستعدادِ إنجيلِ السّلام، ومع هذا خُذوا لكم تُرسَ الايمانِ الّذي بهِ تقدِرون أن تُطفِئوا جميعَ سِهامِ الشِّريرِ المتوقِّدة، واتّخذوا خوذَةَ الخَلاصِ وسيف الرُّوحِ الّذي هو كلمةُ الله، وبكلِّ صلاةٍ وكلِّ طَلِبةٍ صلُّوا في كلِّ وقتٍ في الرُّوحِ وبالصلاة اسهروا في كلِّ حينٍ إذ تُصلُّون دائِمًا وتتضرَّعون من أجلِ جميعِ القِدِّسين، ومن أجلي أنا أيضًا حتّى إذا فتحتُ فمي أُعْطَى كلامًا بهِ أُنادي عَلانيةً بسرِّ الإنجيل، الّذي أنا رسولُهُ بالسَّلاسِلِ لأنطقَ به بجرأة كما يجب عليّ أن انطـقَ، ولكي تعلَمـوا أنتم أيضًا أحـوالي وما اصنَعُ يُخبِركُم بذلك طوخيقوسُ الأخُ الحبيبُ والخادمُ الأمين في ربِّنا، الّذي وجَّهتُهُ إليكم لهذا بعينِهِ لتعرِفوا أحوالي وَليُعزّيَ قلوبَكم. ألسّلامُ لإخوتِنا والمحبّةُ معَ الإيمانِ مِنَ الله الآبِ ومن ربّنا يسوعَ المسيحِ، النعمةُ مع جميعِ الذين يُحبُّون ربَّنا يسوعَ المسيحَ بلا فسادٍ. آمين “.
(افسس 6/ 10-24)
1- الاطار التاريخي الذي ورد فيه نص (افسس 6 /10-24)
يرجح تاريخ كتابة هذه الرسالة إلى حوالي عام 60 ميلادية في روما أثناء إقامة الرسول بولس في السجن هناك، ولم تكتب الرسالة لمواجهة أي هرطقة أو مشكلة في الكنائس، بل أرسلت مع طوخيقوس لتقوية وتشجيع الكنائس في تلك المنطقة. فعندما ذهب الرسول بولس أسيرًا إلى روما، هناك زاره مبعوثون من كنائس مختلفة. كان من بينهم طوخيقوس من كنيسة افسس، فكتب الرسول بولس هذه الرسالة وارسلها معه لتشجيع المؤمنين على القيام بوظيفتهم في جسد المسيح (الكنيسة)، وطلب منهم التسلح بالايمان ورفض كل الممارسات الوثنية والتخلي عن كل الشهوات الشريرة، وذلك من خلال الاستناد والاتكال على قوة المسيح.
لقد كان الرسول بولس قد صرف هناك ثلاث سنوات، فقد كانت كنيسة افسس قريبة جدًا من قلب بولس الرسول، فقد اجتمع بولس مع شيوخ كنيسة افسس لآخر مرة في ميليتس، اجتماعًا خيّم عليه الحزن لأنه كان سيفارقهم فراقًا نهائيًا.
2- التحليل الكتابي – البيـبلي (Esegetic)
يذكُر الرسول بولس في هذه الرسالة أن الكنيسة في معركة مستمرة مع قوات الظلمة، وان عليها استخدام كل سلاح روحي في خدمتها، لأنه كثيرًا ما يهاجم الشيطان قلوبنا، مركز عواطفنا من خلال التجارب والعوائق التي يضعها في طريقنا، فعلينا ان نكون أقوياء في إيماننا لكي نتغلب على كل تجارب الشيطان.
يشرح الرسول بولس في بداية هذه الرسالة الأشياء العجيبة التي نلناها بواسطة المسيح ويتكلم على الكنيسة كجسد، وهيكل، وعروس، وجندي. وكل هذه تمثل وحدة الهدف، وتبين كيف ان كل عضو هو جزء يجب ان يعمل في توافق مع بقية الأعضاء. بعد ذلك يستخدم أيضًا رموزًا حربية تستخدم كسلاح بالمعركة مثل الدرع، والخوذة، والسيف، وكل هذه تستخدم لمحاربة الاعداء ومقاومة الشر، والنقد والحسد والطمع والغضب…إلخ.
ثم يختم بولس الرسول رسالته بطلب صلوات المؤمنين لأجله حتى يستطيع أن يبشر بالمسيح بكل قوة، فعلى الرغم من وجود بولس في السجن إلا انه لم يفشل أو يكلّ، بل كتب رسائل قوية من السجن لتشجيع الكنائس، ولم يطلب أن يصلوا لكي تنحل قيوده وهو مربوط بالسلاسل، بل طلب ان يصلوا له لكيما يواصل كرازته بالمسيح بكل جرأة وقوة.
3- الاطار الليتورجي
* علاقة هذه القراءة بنصوص الصلاة الفرضية :
تدور صلاة الفرض للأحد الثاني بعد القيامة على انتصار المسيح على الموت وغلبته الشيطان، حيث تقول صلاة التسبحة بعد القانون : ” بقيامة الابن تبتهج الخلائق، لأنه حصل الخلاص وحل الانبعاث، اندحر الموت وحزن الشيطان، وفرحت الكنيسة بقيامة الابن، الويل للوثنيين والخجل للكفرة، طوبى للكنيسة والويل للصالبين، بقيامته حل خطايانا وأبطل الموت، ملك الرب على كياننا بقيامته، وتفرح بهذا اليوم أفواج الملائكة وكلنا معهم نصعد المجد “ (الحوذرا – الجزء الثاني، صفحة 447).
* علاقة هذا النص مع القراءات الكتابية الاخرى :
نلاحظ في قراءات الكتاب المقدس (القراءة الأولى اشعيا 60/ 9-22) والقراءة الثانية (أعمال الرسل 14/2-36) مع قراءة العهد الجديد من انجيل (يوحنا 14/ 18، 15/ 15) انها متشابهة بالمعنى : كلها تؤكد الثبات في الرب، والتسلح بسلاح الله الكامل لنتمكن من المقاومة والصمود لأنه قوتنا من خلال إيماننا واتكالنا عليه.
ففي القراءة الأولى من (اشعيا 60/ 9-22) يقول الرب لاورشليم الجديدة لانه إليه نظرتي وتوكلتي على الرب فالأُمَّةَ والمملكةَ الّتي لا تتعبَّدُ لكِ تهلِكُ… سأجعلُكِ فخرَ الدُّهور سُرورَ جيلٍ فجيلٍ، وترضَعِين لَبَنَ الأُممِ وترضَعين ثُدِيَ الملوكِ وتعلمين أنّي أنا الربُّ مخلِّصُكِ وفاديكِ …إلخ.
بينما نجد في القراءة الثانية من (سفر اعمال الرسل 2 / 14-36) : إنه يخاطب شِمعـونُ الصّفا مع الأحدَ عَشَرَ رسولاً الـشعب ويستشهـد بنبـوءة يوئيـل الـنبي فيقول لهم : سيكونُ في الأيامِ الأخيرةِ كما يقولُ الربُّ أنّي أُفيضُ روحي على كُلِّ بَشرٍ. فيتنبّأُ بنوكم وبناتُكم ويرى شبّانُكم رُؤًى ويحلُمُ شيوخُكم أحلامًا، وعلى عبيدي أُفيض روحي في تلك الأيّامِ فيتنبأُون، وأجعلُ آياتٍ في السماءِ وعظائِمَ في الأرضِ.
أما انجيل (يوحنا 14/ 18 ؛ 15/ 15) فيتكلم على المعزي، الروح القدس والثبات في الايمان، فيقول : ” أنا هو الكرمةُ وأنتم الأغصانُ من يثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ فهذا يأتي بثمر كثير لأنّكم بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئًا، إنْ كان أحدٌ لا يثبتُ فيَّ يُطرَحْ خارجًا كالغُصنِ الذي يَجِفُّ فيجمعونهُ ويطرحونهُ في النّارِ ليحترِقَ، إن أنتم ثبتّم فيَّ وثَبتَ كلامي فيكم فكلُّ ما تُريدون أن تسألوا يكونُ لكم، بهذا يتمجَّدُ الآبُ أن تأتوا بثمر كثير وتكونوا تلاميذي “.
4- رسالة هذا النص لعالمنا المعاصر (تأوين)
نتعلم من هذه القراءة أن نستخدم سلاح الله الروحي في مواجهة قوات الشر التي يرأسها الشيطان، ولكي نتصدى لهجماته وننتصر عليه، يجب ان نعتمد على قوة الله ونستخدم كل قطعة سلاح (الرموز المستخدمة بالرسالة من السيف، والدرع، والخوذة)، تفيدنا بمعركتنا ضد الاشرار الذين يحاولون هزيمة كنيسة المسيح وابعادنا عنها، وجرنا إلى الخطيئة، ولهذا نحتاج إلى السلاح وقوة المسيح من خلال روحه القدوس الساكن فينا.
الشيء الذي نتعلمه من هذه الرسالة أن نكون أقوياء بسلاح الرب، يعني بالحياة الروحية وبالتقوى والفضيلة حتى نستطيع قهر الأعداء، فقط بهذه الحالة لا أحد يستطيع مقاومتنا لأننا أقوياء بالرب، لان الإنسان يهزم بالمعركة عندما لا يكون عنده سلاح قوي، أو عندما يضعف، ولهذا علينا ان نكون متهيئين ومستعدين لمحاربة كل أنواع الشر.
لا يقدم بولس الرسول هذه النصيحة للكنيسة، جسد المسيح، بل لكل الأفراد في الكنيسة، فكل الجسد في حاجة إلى ان يكون متسلحًا. يعني واجب كل واحد منا ان نكون ساهرين ومتيقظين للدفاع عن كنيسة المسيح، للدفاع عن إيمان آبائنا وأجدادنا، للدفاع عن الحق، حينئذ نستطيع أن نقول مع الرب يسوع عندما تكلـم مع بطرس الرسول : ” أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وقوات الجحيم لن تقوى عليها “ (متى 16/ 18).